شَهَادَةُ الْمُبْتَدِعِ
رَدَّ
الْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ شَهَادَةَ الْمُبْتَدِعِ ، سَوَاءٌ أَكَفَرَ بِبِدْعَتِهِ
أَمْ لا ، وَسَوَاءٌ أَكَانَ دَاعِيًا لَهَا أَمْ لا . وَهُوَ رَأْيُ شَرِيكٍ وَإِسْحَاقَ
وَأَبِي عُبَيْدَ وَأَبِي ثَوْرٍ ، وَعَلَّلُوا ذَلِكَ بِأَنَّ الْمُبْتَدِعَ فَاسِقٌ
تُرَدُّ شَهَادَتُهُ لِلآيَةِ : { وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ }[1]
وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى : { إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
}[2]
وَقَالَ الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ فِي الرَّاجِحِ عِنْدَهُمْ :
تُقْبَلُ شَهَادَةُ الْمُبْتَدِعِ مَا لَمْ يَكْفُرْ بِبِدْعَتِهِ ، كَمُنْكِرِ صِفَاتِ
اللَّهِ وَخَلْقِهِ لأَفْعَالِ الْعِبَادِ ؛ لأَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ مُصِيبُونَ
فِي ذَلِكَ لِمَا قَامَ عِنْدَهُمْ مِنَ الأَدِلَّةِ . وَقَالَ الشَّافِعِيَّةُ فِي
الْمَرْجُوحِ عِنْدَهُمْ : لا تُقْبَلُ شَهَادَةُ الْمُبْتَدِعِ الدَّاعِي إِلَى الْبِدْعَةِ[3]
[3] تدريب الراوي شرح التقريب للنووي ص 216
، 217 ، ط المكتبة العلمية ، والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص 125 ـ 132
، وقواعد التحديث 194 ـ 195 ط عيسى الحلبي ، والجمل شرح المنهج 5 / 385 ، 386 ، والمغني
8 / 166ط السعودية ، وحاشية الدسوقي 4 / 165ط دار الفكر ، والشرح الصغير 4 / 240 ط
المعارف ، والمجموع للنووي 4 / 254 ط المنيرية والسلفية .
No comments:
Post a Comment